إدمان الإنترنت

ظاهرة ادمان الإنترنت

الادمان كتعبير لغوي يشير إلى شكل من أشكال فقد السيطرة على السلوك ، مما يعجز أمامه المرء عن ايقاف هذا السلوك غير المرغوب ، بالرغم من عواقب هذا السلوك على الفرد من حيث القلق والتوتر وتغير المزاج للاسوا  وغيرها من اعراض الانسحاب سواء على المستوى النفسى او البدني او الاجتماعي

إن ظاهرة الإدمان على الإنترنت هي ظاهرة معروفة وتسمى “نيتهوليكس”. وقد كشفت منظمة الصحة الأمريكية التي تبحث الظاهرة بصورة عميقة منذ سنوات طويلة، أن حوالي 8 ملايين رجل وامرأة يعانون من الإدمان على الانترنت في جميع أنحاء العالم بمستويات مختلف.

واذا ما نظرنا نظرة فاحصة وجادة على الاشكال المتنوعة من الإدمان( غير الدوائي )  نجد منها : إدمان العمل ، إدمان التسوق وهوس الشراء ، إدمان المخاطرة سواء بالرياضات الخطرة كالدرجات البخارية والتزحلق على الجليد فى اماكن خطرة وغيرها من إدمانات الخطر ، وإدمان الطعام ، وإدمان التدريبات البدنية ، إدمان المضاربة فى الاوراق المالية ، إدمان المراهنات والمقامرة ، وإدمان شاشة جهاز الكمبيوتر، وإدمان مواقع وشبكة الانترنت .

والحقيقة أننا سنجد أناساً لايفشلون فحسب فى الوصول الى امكاناتهم وانما يعانون فى سبيل ذلك معاناه شديدة وقاسية ، ولكن نظراً لأن المخدر الذى يتعاطاه اصحاب تلك الاشكال من الادمانات يعد مقبولا من الناحية الاجتماعية ، فإن الامر لايشكل ضغوطا ملحة على اولئك المدمنين تستوجب مساعدتهم من وجهة نظرهم هم فقط وهنا يكمن الخطر الذى يلحق بهم ويجعلهم فيما بعد متورطين فى إدمان تلك السلوكيات وما تنعكس عليهم من سلبيات من خلال تماديهم فى تلك الاشكال المتعددة من الإدمانات المقبولة اجتماعياً

إن الشخص الذى يستعمل الانترنت فى بداية الامر قد يكتفى بساعة او ازيد قليلا ، ويصاحب ذلك الشعور بالمتعة والغبطة فى بادىء الامر ومع تكرار محاولات الاستعمال واكتشاف المواقع المختلفة والمتنوعة والانفتاح على العالم الخارجى باسرة واكتشاف ما يدور بة والاطلاع على ثقافات واجناس مختلفة يبدأ التحول من حب الاستطلاع والفضول إلى تولد شعور ملح بالحاجة الى المزيد والمزيد ومن ثم فقد القدرة على السيطرة النفس وعدم التحكم فى التوقف على حب الاستطلاع والفضول أملاً فى الوصول الى نفس المتعة السابقة والشعور بالراحة والحالة المزاجية المنبسطة التى كان يحققها فى بداية تعامله مع الانترنت ، ويجد  المستعمل نفسه اذا توقف عن الدخول الى شبكة الانترنت فى حالة من الاعراض الانسحابية.. وهو يعاني من القلق والتوتر وحدة المزاج والعصبية الزائدة واحيانا اخرى من الخمول وقلة النشاط ناهيك عن الانسحاب الاجتماعى وتقطع التواصل الاجتماعى الواقعي .

واذا تاملنا ما سبق نجد أن الإدمان على الانترنت يمر بنفس مراحل الإدمان على المخدرات ، بل ايضاً يمر المستعمل باعراض الانسحاب كما يمر بها المدمن على المخدرات وان اختلفت من حيث شدة الأعراض البدنية اما الأعراض النفسية والحنين النفسى للادمان فهو يتشابه لحد كبير .

لذا نجد ان الانسياق للجلوس ساعات طوال امام شاشة الكمبيوتر والاستخدام غير المحدد لشبكة الانترنت ، او لعب ألعاب الفيديو ، انما يعد من أخطر السلوكيات على ابنائنا من الناحية الصحية ، والنفسية ، وايضا الاجتماعية ، وهو يؤثر سلبياً على هوية وانتماء شبابنا تجاه ثقافتهم وقوميتهم وعروبتهم .

 

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق