طبيعة الإدمان

من هو المدمن ؟

images (29)
معظمنا لا يحتاج للتفكير مرتين في هذا السؤال .نحن نعلم ! تمركزت حياتنا وتفكيرنا بالكامل في المخدرات بشكل اوبآخر _الحصول عليها وتعاطيها وايجاد الطرق والوسائل للحصول علي المزيد .لقد عشنا حياتنا لنتعاطي وتعاطينا لكي نعيش .نحن اناس في قبضة مرض مستمر ومتفاقم نهاياته دائما هي نفسها :السجون،المصحات والموت .

نحن اشخاص يسبب لهم استخدامهم لاي نوع من المواد المغيبة للعقل و المغيرة للمزاج مشكلات في اي جانب من جوانب الحياة

.الادمان مرض يشتمل علي اكثر من تعاطي المخدرات .بعضنا يعتقد ان مرضنا كان موجودا قبل ان نتعاطي للمرة الاولي بوقت طويل .

معظمنا لم يعتبر نفسه مدمنا قبل مجيئه الي طلب العلاج.

المعلومات التي كانت متاحة لنا جاءتنا من اشخاص معلوماتهم
مغلوطة.

اعتقدنا انه طالما يمكننا الامتناع عن التعاطي لفترة ،فأننا اذآ بخير نظرا الي الامتناع وليس علي التعاطي .مع تفاقم ادماننا قل تفكيرنا في الامتناع تدريجيا .عندما وصلنا الي مرحلة اليأس فقط سألنا انفسنا ،هل يمكن ان تكون المخدرات هي السبب ؟

اننا لم نختار ان نصبح مدمنين .نحن نعافي من مرض يظهر في صور معادية للمجتمع مما يجعل اكتشافه وتشخيصه وعلاجه امرآ صعبآ .
عزلنا مرضنا عن الناس الا فيما يتعلق بالحصول علي المخدرات ،تعاطيها وايجاد الطرق والوسائل للحصول علي المزيد منها .اصبحنا عدوانيين ،مستائين ،منحسرين في ذواتنا ونبحث فقط عن منفعتنا الشخصية فعزلنا انفسنا عن العالم الخارجي.

اصبح اي شئ غير مألوف تماما غريبا وخطيرا .انكمش عالمنا واصبحت العزلة هي حياتنا.

لقد تعاطينا لنبقي علي قيد الحياة .كانت هي طريقة الحياة الوحيدة التي عرفناها .

البعض منا تعاطي- افرط -واساء استخدام المخدرات ومع ذلك لم نعتبر انفسنا مدمنين .

خلال كل هذا كنا نقول لانفسنا ،انا استطيع التحكم كانت مفاهيمنا المغلوطة عن طبيعة الادمان تتضمن صورا من العنف وجرائم الشوارع والحقن الملوثة والسجون .

عندما عومل ادماننا وكأنه جريمة او نقيصة اخلاقية تمردنا ودفعنا ذلك الي التوغل في العزلة.

بعض لحظات النشوة كانت ممتعة ،ولكن حتما الافعال التي كنا مضطرين للجوء اليها من اجل الاستمرار في التعاطي تعكس مدي اليأس الذي قد وصلنا اليه.

لقد وقعنا في قبضة مرضنا .اصبحنا مجبرين علي البقاء بأية وسيلة ممكنة. تلاعبنا بالاخرين وحاولنا التحكم في كل شئ من حولنا .كذبنا،سرقنا،احتلنا وبعنا انفسنا .كان لزاما علينا ان نحصل علي المخدرات بغض النظر عن الثمن .
بدأ الخوف والفشل يغزوان حياتنا .

احد جوانب ادماننا يتمثل في عدم قدرتنا علي التعامل مع الحياة بشروطها .جربنا المخدرات وتوليفات منها لنتعامل مع عالم كان يبدو عدائي .حلمنا بالعثور علي توليفة سحرية تستطيع ان تحل لنا مشكلتنا الاساسية – انفسنا .

الحقيقة كانت اننا لم نتمكن من استخدام اي مواد مغيبة للعقل ومغيرة للمزاج بنجاح ،بما في ذلك الماريجوانا والكحول .لم تعد المخدرات تشعرنا بالراحة .

احيانا كنا ندافع عن ادماننا وكنا نبرر حقنا في التعاطي ،خاصة عندما كان لدينا روشتات طبية معتمدة .كنا نفخر بسلوكنا الغير قانوني احيانا والشاذ الذي كان يميز تعاطينا .لقد نسينا الاوقات التي كنا نجلس فيها وحدنا وقد استنفذنا الخوف والشفقة علي الذات وقعنا في نمط من التفكير الاختياري.

تذكرنا فقط الخبرات الطيبة مع المخدرات .بررنا وحللنا لانفسنا افعالنا كي نحفظ انفسنا من المرض اوالجنون.

تجاهلنا الاوقات التي بدت فيها الحياة وكأنها كابوس.

تحاشينا حقيقة ادماننا .

الوظائف الذهنية والعاطفية العليا ،كالضمير والقدرة علي الحب ،تأثرت بشدة بسبب تعاطينا للمخدرات.
انخفضت مهارات الحياة الي المستوي الحيواني.
تحطمت ارواحنا .فقدنا القدرة علي الشعور بأدميتنا .قد يبدو هذا مبالغاً فيه ولكن الكثيرون منا كانوا في هذه الحالة الذهنية .

كنا نبحث باستمرار عن الاجابة ؟

ذلك الشخص- المكان- اوالشئ الذي كان سيصلح كل الامور .كانت تنقصنا القدرة علي التعامل مع الحياة اليومية .بينما كان ادماننا يتفاقما ،وجد الكثيرون منا انفسهم يعتادون دخول المصحات والسجون .

دلت تلك الخبرات علي ان هناك خطأ ما في حياتنا .اردنا مخرجا سهلا.

فكر البعض منا في الانتحار .عادة كانت محاولاتنا ضعيفة واسهمت فقط في زيادة شعورنا بأننا عديمي القيمة .كنا اسري لوهم

(ماذا لو )،(فقط لو )،(ومرة واحدة اخري فقط ).عندما كنا نطلب المساعدة كنا فقط نبحث عن التخلص من الالم .

لقد استعدنا صحتنا الجسدية مرات عديدة فقط لنفقدها بتعاطينا مرة اخري خبراتنا الماضية اظهرت انه يستحيل علينا ان نتعاطي بنجاح.

مهما بدا اننا مسيطرين فان تعاطي المخدرات كان دائما يهزمنا مثل الامراض الاخري التي لا شفاء منها ،فان من الممكن محاصرة الادمان .نحن نتفق علي انه ليس هناك ما يدعو للخجل في كون الشخص مدمنا بشرط ان نتقبل مشكلتنا بأمانة وان نتخذ حيالها اجراء ايجابي.

نحن مستعدون ان نعترف بدون تحفظات بأن لدينا حساسية للمخدرات .البديهي انه من الجنون ان تعود الي مصدر حساسيتنا.
خبراتنا تشير الي ان الطب لا يستطيع ان يشفي مرضنا .

بالرغم من ان التحمل الجسماني والنفسي يلعبان دورا الا ان العديد من المخدرات لا تحتاج الي فترة طويلة من التعاطي لتحدث هذه الحساسية .

تفاعلنا مع المخدرات هو مايجعلنا مدمنين وليست كمية ما نتعاطاه .
الكثيرون منا لم يعتقدوا ان لديهم مشكلة مع المخدرات الا عندما نفذت .
حتي عندما قال لنا الاخرون اننا نعاني من مشكلة كنا مقتنعين بأننا علي حق وان العالم مخطئ.
استخدمنا هذا الاعتقاد لنبرر سلوكنا المدمر للذات .

نمينا وجهة نظر تمكننا من الاستمرار في ادماننا دون اهتمام بمصلحتنا او بمصالح الاخرين .بدأنا نشعر ان المخدرات تقتلنا ومكثنا كذلك فترة طويلة قبل ان نستطيع ان نعترف بذلك لأي شخص اخر.

لاحظنا انه اذا حاولنا التوقف عن التعاطي فاننا لا نستطع .
تشككنا في اننا قد فقدنا السيطرة علي المخدرات ولم نعد نملك القوة علي التوقف .

حدثت اشياء معينة بينما كنا مستمرين في التعاطي
*اعتدنا علي حالة ذهنية يشترك فيها جميع المدمنين
*نسينا ما كانت عليه الامور قبل ان نبدأ التعاطي نسينا المهارات الاجتماعية.
تكونت لدينا عادات وتصرفات غريبة .نسينا كيف نعمل ،نسينا كيف نلهو ،نسينا كيف نعبر عن انفسنا وكيف نظهر الاهتمام بالاخرين.
نسينا كيف نحس .
بينما كنا نتعاطي كنا نعيش في عالم اخر .اختبرنا فترات محدودة من الاصطدام بالواقع اوالوعي بالذات .بدا وكأننا شخصين علي الاقل ولسنا بشخص.

كنا نجري هنا وهناك محاولين استجماع شتات حياتنا قبل الجولة التالية.
احيانا نجحنا في ذلك ولكن فيما بعد اصبح ذلك اقل اهمية واكثر استحالة .في النهاية ،مات الدكتور جيل والت السيطرة الي السيد هايد.
كل منا لديه القليل من الاشياء لم يفعلها ابدا .

لا يمكن ان نسمح لتلك الاشياء ان تصبح اعذارا لنتعافي من جديد .البعض منا يشعر بالوحدة بسبب اختلافات بيننا وبين اعضاء اخرين .هذا الشعور سجعل من الصعب علينا ان نتخلي عن علاقتنا وعادتنا القديمة .

لكل منا قدرة مختلفة علي احتمال الالم.
بعض المدمنين كانوا بحاجة للانحدار اكثر من غيرهم.
البعض منا اكتشفوا انهم قد اخذوا كفايتهم عندما ادركوا انهم يتعاطون بكثرة وان ذلك يؤثر علي حياتهم اليومية.

في البداية ،كنا نتعاطي بأسلوب كان يبدو اجتماعيا اوعلي الاقل تحت السيطرة .لم يكن لدينا مؤشر علي الكارثة التي كان يحملها لنا المستقبل .عند نقطة ما ،خرج تعاطينا عن نطاق السيطرة واصبح غير اجتماعي.
بدأهذا في الاوقات التي كانت فيها الامور تسير علي ما يرام وكانت الاوضاع تسمح لنا بالتعاطي بكثرة .
غالبا ما كانت تلك هي نهاية الاوقات الطيبة.
قد نكون قد حاولنا الاعتدال اواستبدال مخدر بأخر او حتي التوقف عن التعاطي.
.ولكننا تحولنا من حالة الاستمتاع بالمخدر ات والشعور بالحال الطيب الي حالة الافلاس الروحي ،العقلي والعاطفي التام.

معدل السقوط هذا يختلف من مدمن الي أخر .سواء حدث ذلك في سنوات او ايام ،فان الاتجاه يكون دائما الي الاسفل .الذين لا يموتون من جراء المرض ينتهي بهم الامر الي السجون ،الي المصحات العقلية اوالي الانهيار الاخلاقي التام بينما يتفاقم المرض .

المخدرات قد اعطتنا الشعور بأننا نستطيع التعامل مع اي موقف قد يطرأ .مع ذلك اصبحنا ندرك ان تعاطي للمخدرات كان مسئولا عن بعض اسوأ مآزقنا .
قد يمضي البعض منا بقية حياتهم في السجن بسبب جريمة لها علاقة بالمخدرات .

كان لا بد ان نصل الي القاع ،قبل ان نعقد النية علي الامتناع .
اخيرآ اصبح لدينا الدافع لطلب المساعدة في المراحل المتأخرة من ادماننا .
عندئذ كان من الاسهل علينا ان نري الدمار-الخراب -والاوهام المتعلقة بتعاطينا .كان من الاصعب ان ننكر ادماننا عندما اصبحت المشاكل تحدق في وجوهنا .

رأي البعض منا آثار ادمانهم لاول مرة علي الاشخاص المقربين منهم.

كنا نعتمد عليهم بشدة ليساعدونا في حياتنا .شعرنا بالغضب ،خيبة الامل والالم عندما وجدوا لانفسهم اهتمامات ،اصدقاء واحباء اخرين.

ندمنا علي الماضي ،فزعنا من المستقبل ،ولم نكن متحمسين كثيرا بشان الحاضر .بعد سنوات من البحث ،كنا اكثر تعاسة واقل رضا عما كنا عليه عندما بدأ كل هذا .

استعبدنا ادماننا .كنا سجناء عقولنا وأداننا شعورنا بالذنب .فقدنا الامل في امكانية توقفنا عن تعاطي المخدرات .محاولاتنا للبقاء ممتنعين كانت دائما تفشل ،مما سبب لنا الهم والتعاسة .
كمدمنين ،نحن نعاني من مرض لا شفاء منه يسمي مرض الادمان .مرض مزمن ،متفاقم ومميت .مع ذلك ،فانه مرض قابل للعلاج .نحن نشعر بان كل فرد عليه ان يجيب علي السؤال ،هل انا مدمن ؟كيف اصبنا بالمرض ليس له اهمية فورimages (58)ية بالنسبة لنا حاليا .ما يعنينا هو التعافي .

اننا نبدأ علاج ادماننا بألا نتعاطي .بحث الكثيرون منا عن الاجابات ولكننا فشلنا في التواصل الي حل ينجح حتي وجدنا بعضنا البعض .
ما ان نشخص انفسنا كمدمنين تصبح المساعدة ممكنة اننا نري القليل من انفسنا في كل مدمن ونري القليل منهم فينا .تجعلنا هذه البصيرة نساعد بعضنا البعض .
ما ان نشخص انفسنا كمدمنين تصبح المساعدة ممكنة .اننا نري القليل من انفسنا في كل مدمن ونري القليل منهم فينا .تجعلنا هذه البصيرة نساعد بعضنا البعض .
كان مستقبلنا خاليا من الامل حتي وجدنا مدمنين ممتنعين ويرغبون في مشاركتنا خبراتهم .

انكار ادماننا ابقانا مرضي ولكن اعترافنا الامين بالادمان مكننا من التوقف عن التعاطي .اخبرنا اعضاء التعافى انهم مدمنون يتعافون وقد تعلموا كيف يعيشوا بدون مخدرات .اذا كان ذلك باستطاعتهم فنحن ايضا نستطيع .

البدائل الوحيدة للتعافي هي السجون ،المصحات ،الانهيار التام والموت لسوء الحظ مرضنا يجعلنا ننكر ادماننا .

اذا كنت مدمنا يمكنك ان تجد طريقة جديدة للحياة لقد اصبحنا ممتنعين للغاية عبر مراحل تعافينا من خلال الامتناع وتطبيق الخطوات اصبحت حياتنا ذات جدوي.
اننا ندرك اننا لا نشفي ابدآ ،واننا نحمل المرض بداخلنا لبقية حياتنا.

اننا نعاني من مرض ،ولكننا بالفعل نتعافي .كل يوم نمنح فرصة اخري .

لا تهم نوعية اوكمية ماتعاطيناه .في برنامج التعافي البقاء ممتنعين يجب ان يأتي في المقدمة .

نحن ندرك اننا لا نستطيع ان نتعاطي المخدرات ونعيش .عندما نعترف بعجزنا وبعدم قدرتنا علي ادارة حياتنا ،نفتح الباب للتعافي .لم يستطع احد ان يقنعنا بأننا كنا مدمنين .

انه اعتراف لا بد ان نقوم به بأنفسنا .عندما يساور بعضنا الشك ،نسأل انفسنا هذا السؤال :هل استطيع التحكم في استخدامي لأي شكل من اشكال المواد المغيرة للعقل اوللمزاج ؟

بمجرد ان تطرح فكرة السيطرة سيري معظم المدمنون استحالتها ايا كانت النتيجة فاننا نعرف ان لا يمكننا التحكم في تعاطينا .من هنا يتبين بوضوح انه لا سيطرة للمدمن علي المخدرات .
العجز يعني تعاطي المخدرات رغما عنا اذا كنا لا نستطيع التوقف عن التعاطي ،فكيف يمكننا ان نقول لانفسنا اننا نتحكم ؟

عدم القدرة علي الامتناع حتي مع توافر الارادة القوية والرغبة الصادقة ،هو ما نقصده حينما نقول :ليس لدينا اي اختيار علي الاطلاق مع ذلك لدينا بالفعل اختيار بعدما نتوقف عن محاولة تبرير تعاطينا .

اننا لم نأتي الي برنامج التعافي ممتلئين بالحب ،بالامانة ،بالتفتح الذهني اوالنية .

بل وصلنا الي نقطة حيث لم نعد نستطيع الاستمرار في التعاطي بسبب الالم الجسماني ،العقلي والروحي .عندما هزمنا ،اصبحنا عازمين .

ان عدم قدرتنا علي التحكم في استخدامنا المخدرات هو احد اعراض مرض الادمان .نحن لسنا بلا قوة امام المخدرات فقط ،بل امام ادماننا كذلك .

نحن بحاجة ان نعترف بهذه الحقيقة لكي نتعافي .الادمان مرض جسماني ،عقلي وروحي يؤثر علي كل جانب من جوانب حياتنا .
يتمثل الجاني الجسماني لمرضنا في تعاطينا القهري للمخدرات
عدم قدرتنا علي التوقف عندما نبدأ في التعاطي .الجانب العقلي لمرضنا هو الفكرة المسيطرة او الرغبة الطاغية في التعاطي ،حتي وان كنا بذلك ندمر حياتنا .الجانب الروحي لمرضنا هو انحسارنا الكامل في زواتنا .شعرنا انه بامكاننا التوقف متي شئنا بالرغم من كل الدلائل التي تشير لعكس ذلك .الانكار ،الاستبدال ،التبرير ،عدم الثقة بالاخرين ،الاحساس بالذنب ،الاحراج،الانحلال الاخلاقي ،التدهور والعزلة وفقدان السيطرة هي كلها من نتائج مرضنا .
images (28)
مرضنا متفاقم ،لاشفاء منه ومميت .يشعر معظمنا بالارتياح عندما نكتشف اننا نعاني من مرض وليس من قصور اخلاقي.

driss qarqouri

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق