التطرف المبني على الدين

الغلو الاعتقادي

الغلو الاعتقادي : ومن أمثلته الغلو في الأنبياء والصالحين، كمن يغلو في نبي من الأنبياء، فيستغيث به، ويسأله من دون الله – عز وجل – أو يدعي فيه أنه يعلم الغيب، أو غير ذلك، مما هو من خصائص المولى تبارك وتعالى. ومن ذلك أيضا الغلو في الصالحين، وفي قبور الصالحين، وسؤالهم تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، فهذا أيضًا من الغلو الاعتقادي. ومن ذلك أيضًا الغلو في التكفير بغير برهان من الله – عز وجل – ولا من رسوله – صلى الله عليه وسلم . فهذه من أمثلة الغلو الاعتقادي .

وقد ثبت في صحيح البخاري  أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : « إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ ( 1) هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ »

وهاتان الصفتان اللتان ذكرهما النبي – صلى الله عليه وسلم – هما صفتان مشتركتان ، توجدان في كثير من فرق الغلاة على مدار التاريخ، فهم قليلو العلم، جاهلون بالشرع. ولهذا حتى لو قرءوا القرآن فإنه لا يجاوز حناجرهم، بمعنى أنهم يقرءون بدون تدبر، وبدون فهم، ولهذا لا يهتدون بهدي القرآن، ولا ينتفعون بمواعظه، والصفة الثانية أنهم يقعون في استباحة الدماء، فهم : ” يقتلون أهل الإسلام ” . وذلك نتيجة لتكفيرهم لأولئك القوم، فهم يكفرون المسلمين، ثم ينطلقون من ذلك الاعتبار إلى استباحة دمائهم.

 

(1): الضئضئ : الأصل . النهاية ضأضأ .

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق