القيم والسلوك المرضي

دوافع السلوك

لدوافع السلوك مصدران: الغرائز وقدرة التعلم

يتصرف الانسان بدافع من غرائزه ومن قدرته على التعلم والتفكر. كلاهما لا يعملان معا فيكون السلوك وحدة لا تتجزأ من غرائزه وفكره وما اقتبسه من غيره، وما جربه بنفسه، أو اختبره صدفة وتعلمه.

نستنتج اذن أن نوعين من التصرفات يهيئان الكائنات لتلائم ما بين حاجاتها وبيئتها:

  • أنماط من الحركات الثابتة ترثها الكائنات كما ترث أعضاءها. هذه الأنماط لا تتبدل جوهرا وان كانت قابلة للتعديل. هذه هي التصرفات الغريزية التي تكثر في كائنات اجالها قصيرة، فالمخلوق الذي يولد بتصرف مبرمج قبل ولادته يستطيع القيام بمهماته من غير تدرب ولا خسارة في الوقت.
  • أنماط مقتبسة بالتعلم ومدبرة بالتفكر، فلا ترثها الكائنات، بل ترث قدرة التعلم والتجريب. كلما ارتفع ذكاء المخلوق اتسعت خزانته بأنماط من السلوك الذكي أو المدبر.

لابد من التنبيه إلى أن السلوك هو خليط من النوعين، تتفاوت نسبتها بحسب أنواع المخلوقات، ولا نستطيع أحيانا الحسم بين سلوك مكتسب وسلوك أصيل (غريزي). لكن التفريق بينهما يسير في مخلوقات الدنيا كالنحل والنمل مثلا.

التصرف الغريزي المحض والتصرف الواعي هما (الحكمتان) اللتان أشار إليهما الجاحظ في كتابه (الحيوان) حين قابل بين الانسان والحيوان فقال:

“…وجدنا الحكمة على ضربين: شيء جُعل حكمة وهو يعقل الحكمة، وشيء جعل حكمة وهو يعقل، فاستوى بذلك العاقل وغير العاقل في جهة الدلالة انه حكمة…”

بالانتقاء الطبيعي تطورت الكائنات بنيةً وسلوكا. وبالانتقاء الارادي صاغ الانسان أنماطا لا تحصى من التصرفات.

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق