استشارات وتوجيهات

مشاجرة أبنائي تقلقني

  • * الاستشارة:

 أنا أم شابة، لي بنتان، الاولى تبلغ من العمر 5 سنوات والثانية 8 سنوات. أعاني من مشكل بسيط لكنه بدأ يقلقني مؤخرا، وهو الشجار بين ابنتي. هذا الشجار يكون تارة كلاميا و تارة فعليا، وفي هذه الحالة لا أستطيع أن أتدخل بينهما ، فأقوم بإرشاد الكبرى لاحترام الصغرى والصغرى لاحترام الكبرى لكن الشجار والاختلاف موجود. ماذا يمكن أن أفعل؟

  • * إجابة المتخصص: 

في البداية يجب على جميع الآباء والأمهات الأعزاء أن نتعرف اولا على حقيقة الشجار. و الذي هو مسألة تقلق الوالدين بحيث يعتقد الوالدان بأنه شرخ في العلاقات الأسرية السعيدة أحيانا. نقول لكم لا، بل على العكس. تجدر الإشارة إلى أن الشجار يمثل مرحلة طبيعية في النمو، فمثلا أطفال السنتين يضربون و يدفعون، و يخطفون الألعاب والأشياء ، بينما الأطفال الأكبر سنا يتبعون أسلوب الإساءة عن طريق اللغة (الإغاظة) و يزداد الشجار و التنافس مع ازدياد العمر فطفل 8 سنوات اكثر شجارا من طفل 4 سنوات وهكذا…
و الطفل الأكبر غالبا ما يشعر بأن الطفل الأصغر قد حل محله بين والديه من الحنان والعناية والعطف.
و كما يمكن للمشاحنات البسيطة بين الاخوة والاخوات ان تعلمهم كيف يدافعون عن انفسهم وعن حقوقهم و كيف يحلون صراعاتهم بأنفسهم، و يعبرون عن شعورهم. و قد تضفي الإغاظة ايضا غير المؤذية على الاخوة بنينا وبنات جوا من المرح والدعابة، اما حينما يصبح التنافس بين الاخوة شديدا فهنا يجي على الابوين التدخل بسرعة ليمنعا الاغاظة المتكررة الساخرة التي تؤثر على نظرة الطرف الثاني الى ذاته وتهز ثقته بنفسه.

و أما التشاجر المؤدي الى التشابك بالأيدي فيجب على الأبوين منعه بشتى الطرق، و الا يسمحا بإساءة الأطفال المعاملة من قبل بعضهم البعض سواء كانت اساءة نفسية او جسدية،
فقد تكون الاسباب متنوعة منها عدم المساواة في التعامل بين الاباء و أولادهم والتفرقة بينهم وهو ما يخلق بغض وحقد على الاخر، كذلك عقاب طفل أمام أخوه وسخرية أخوه منه قد يجعل المشاكل تكبر بين الاخوة.

كما يجب أن نعلم أن الطفل مرآة مجتمعه فهو يرى نفسه مثلما يروه الاخرين لذلك يجب توخي الحذر في التعامل مع الابناء.

  • لهذا ننصح كل الآباء والأمهات بما يلي:

– مناداة كل اطفالنا بأسماء جميلة و محببة

– تقسيم وقت الوالدين و إعطاء كل طفل حقه وتوضيح هذا الشيء للأطفال “هذا وقت اللعب مع اخوك” او “هذا وقت مساعدة اختك” يجب على الطفل ان يعرف النظام و ان لا يأخذ دور غيره حتى في ابسط الامور و هي المعاملة

– ايضا عند استقبال مولود جديد يجب تهيئة الكل لهذا ليس فقط الطفل الاصغر وذلك بالمشاركة في تجهيز غرفته شراء هدايا له …

– تشجيع اولادنا على الاستقلالية الفردية والخصوصية ولا يجب ربط اي واحد بأخوه مثلا كأن تقول له امه: “لن تذهب للعب الا اذا أخذت اخوك معك” بل على العكس احترام آراء واهتمامات أطفالنا وتشجيعهم كل على حدا

– و اهم شيء يجب التركيز عليه هو اقامة مجلس اسرة يترأسه الأب والأم و هذا ضروري جدا في أي أسرة ومعالجة المشاكل فيه وفتح مجال لكل فرد للكلام والتعبير عن ما بداخلة وسماعه وسماع اقتراحاته خاصة واتخاذ القرارات يكون من طرف الوالدين هذا ما يزيد من استقلالية الطفل وتكوين شخصية سليمة.

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق