استشارات وتوجيهات

أخي ينهار أمام عيني

  • * الإستشارة :

أنا فتاةٌ أحب أهلي وإخوتي، وأخاف عليهم جدًّا، وهذا سببُ كثيرٍ مِن مشكلاتي، لكن مشكلتي الأساسية الآن هي أنَّ أخي يتعاطَى الحبوبَ المخدِّرة والحشيش منذ سنين! وأخاف عليه كثيرًا، فكيف أتجاوز أجواء البيت المتوتِّرة، فهو الآن في فترة (هستيريا)؛ بسبب زيادة عددِ الحبوب المنشِّطة كما أن الوالدَيْن لا يُريدان إخراجه مِن البيت حتى يستقيمَ حاله، وتخرج السمومُ مِن جسَدِه!

  • * إجابة المتخصص :

ايتها الاخت العزيزة، ليس العجبُ في أختٍ شفيقةٍ تلمُّ شعث أخيها وتحاول مساعدته لان هذا واجب الاخوة المتجدر فينا ولكن عليك اولا ان تكون على دراية بمرض اخوك ومشكلته العضوية والنفسية حتى ىتسنى لك حمايته والوقوف معه في محنته وبالتالي اود ان اضعك في الصورة حتى يتضح لك اساس المرض والمادة المخدرة التي يدمنها اخوك والتي قد تحول حياته الى جحيم  ان لم نتددارك الوضع كل من زاويته ونعمل معا كطاقم واحد لنصل لنتيجة المحمودة ان شاء الله وعليه اليك بعض المعلومات التي تقربك اكثر من المرض.

إنَّ الحشيش والحبوب المنشِّطة من أكثر الموادِّ المخدِّرة انتشارًا وتعاطيًا بين صفوف الطلبة والشبابِ وهذه من أشد الموادِّ المخدِّرة أخذًا بالعقل والمال، وفتكًا بالنفس والمستقبل. الحشيش هو خلاصةُ زهور وأوراق القِنَّب الهندي، ويُعرَف بأسماء عدة؛ مثل: “حشيشة الكيف، والماريجوانا – الماريوانا – المرهوانا – والبانجو – البانگ”، يُمضَغ أو يُشرَب مع القهوة، أو يُلَف في الدخائن (السجائر) ويُدخَّن، ويصل تأثيرُه إلى الدماغ في بضع دقائق، مُحدِثًا نوعًا مِن الاسترخاء والنشوة الكحُولِّيَّة الكاذبة لدى البعض، بينما قد يشعر المبتدئون بالرُّعب والخوف بعد استعماله.

الأضرار والآثار الجانبية للإدمان على الحشيش:

1- زيادة عدد دقَّات القلب.

2- احمرار العينين مما يدفع بكثيرٍ مِن مُدمني الحشيش إلى ارتداء النظَّارات الشمسية للتستُّر.

3- التأثير على مناطق الإدراك الحسي – (السمع، والبصر، والشم) – كثافةً وعُمقًا.

4- إفساد الذاكرة قصيرة الأمَد والإدراك المعرفي.

5- التأثير في الإحساس بالزمَن بُطئًا وسرعةً، وتغيير المسافات طولًا وقصرًا؛ مما يؤدِّي إلى اضطرابِ قدرة المدمِن على التعرُّف إلى الزمان والمكان.

6- المخاطر الصِّحِّيَّة لتدخين الحشيش تُشبه المخاطر المعروفة عن تدخين التَّبْغ.

7- الاكتئاب والقلق والخوف مِن الموت واختلال الآنية.

8- هلوسات ذات طابع جنسيٍّ.

9- التأثير السلبي على النشاط الجنسيِّ.

10- ضَعف مَناعة الجسم.

11- خفض نسبة هرمون الذكورة في الدم؛ مما يؤدِّي إلى تضخُّم الأثداء عند الرِّجال.

12- إنقاص السكَّر في الدم؛ مما يؤدِّي إلى شغف مُدمن الحشيش بتناول السُّكَّرِيَّات، يفسَّر هذا التوزع والتنوع في التأثيرات المتنوعة للحشيش على الجسم والعقل وجود مستقبلات في الدماغ تُعرَف باسم: مستقبلات القِنَّب Cannabinoid Receptor، عبارة عن بروتينات صغيرة منطمرة في أغشية المخ، توجد في كلٍّ من:

1- المُخِّيخCerebellum: وهو مركزُ التوافق والانسجام لحركات الجسم الإراديَّة، وعنصر توازن مهم للجسم، وله شأن في تناسُق وتنظيم التفكير، وتصنيف الأوامر حسب أهميتها.

2- الحصين “السرير التحتاني” Hippocampus: مهمتُه الإشراف على الجهاز العصبيِّ المركزيِّ، كما يرتبط من بعض النواحي بالجوع والنوم والمظاهر الجسميَّة للانفعالات العاطفيَّة.

3- العقد القاعديةBasal Ganglia : مختَصَّة بتنظيم الحركات الإراديَّة.

ويترسَّب الحشيش في الأنسجة الدهنية والعصبيَّة؛ فيبقى مُخَزَّنًا في الجسم لمدة أربعة أسابيع؛ لذا يسهل كثيرًا الكَشْف عن مُدمني الحشيش عند إجرائهم الفحوصات المعمليَّة المخبرية للدم والبول، حتى بعد توقفهم عن التعاطي.

العلاج:

1- على المدمن أن يمتلك البصيرة والرغبة والإرادة الصادقة والدافعية للعلاج، وعلى الأهل والمختَصِّين استخدام مهارات زيادة الدافعيَّة؛ لحَثِّ المدمنين على العلاج، والتوقُّف عن التعاطي.

2- تعاون الأهل – خاصة مَن يرتاح إليهم أخوكِ ويثق بهم؛ كوالدتكِ مثلًا، أو صديق صالح – لإقناعِه بالتوقُّف النهائي عن تعاطي المواد المخدِّرة، مِن خلال:

  • شرح الأضرار الصحيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة للإدمان على الحشيش والكبتاجون.

  • تنمية الوازع الديني والتثقيف الفقهي بحُرمة تعاطي المخدِّرات.

3- الإقناع: يشرح المختَصُّ الاجتماعيُّ سُبُل إقناع المدمنين للذهاب إلى العيادات المختَصَّة على النحو التالي:

  • اختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه المدمِنُ في مزاج جيدٍ.

  • على الشخص الذي يعهد إليه بإقناعِه أن يُذَكِّرَه بإيجابيته وحسناته قبل التعاطي، ثم يذْكُر له السلبيات التي نتجتْ بعد تعاطيه، ثم تذكيره مرة أخرى بفاعليته ودوره الإيجابي في الحياة.

  • تبسيط إجراءات العمَليَّة العلاجية؛ لتشجيع المدمِن على الذهاب لتلقِّي العلاج في العيادات الخاصة.

  • استخدام أسلوب النمذجة، مِن خلال ذِكْر بعض النماذج الإيجابية لمتعاطين تعافَوا بعد الخضوع للعلاج، ونماذج أخرى سلبية لمتعاطين تركوا أنفسهم للشيطان والفراغ والمخدِّرات.

  • تزويده برقْم العيادات المختَصَّة بعلاج الإدمان.

  • منحه وقتًا كافيًا للتفكير في الأمر قبل اتخاذ أيِّ قرار متسرِّع.

  • عدم الضغط عليه إذا لم يَسْتَجِبْ مِنَ المرة الأولى، مع المحاوَلة مرة ثانية وثالثة في وقتٍ لاحق؛ (بتصرف).

4- بعد التوقف عن الإدمان، ستظهر بعضُ الأعراض الانسحابيَّة المزعِجة خلال مدة لا تزيد عادة عن شهرٍ واحدٍ، وعندئذٍ يجب حثُّ المدمِن على الذهاب إلى عيادات الإدمان المتخَصِّصة؛ لتقويم الحالة تقويمًا شاملًا، وإجراء الفُحوصات المعْمَليَّة، ثم وضع خُطَّة علاجية متعدِّدة – (نفسية، واجتماعية، ودينية، وتَوْعَوِيَّة، ودوائية) – حسب الحالة، وفي بعض الحالات يتم إخضاع المدمنين للتنويم؛ لتطهيرِ أجسادهم من السموم بعد مُوافقتهم.

5- الرعاية اللاحقة:

  • شغل وقت الفراغ بالبرامج المفيدة والمنتِجة.

  • البحث عن عمل (وظيفة).

  • قطع العلاقات مع أقران السوء.

  • الابتعاد عن الأماكن التي تستحث الرجوع للتعاطي.

  • التدريب على مهارات التعامل مع الاشتياق إلى المادَّة المخدِّرة.

  • تقوية الوازع الدِّيني.

  • تقوية إرادة الانقطاع عن تعاطي المخدرات.

7- الدعم الأُسْرِي، وإيجاد الحلول الممكنة للأسباب التي دفعتْ أخاكِ لتعاطي مثل هذه الموادِّ الخبيثة.

دوركِ – أيتها الاخت – يكمُن في إرشاد والدَيْكِ إلى الطريقة الصحيحة في التعامُل مع هذه المشكلة، وحين مددتُ النفَس في التعريف بهذه المادة ؛ فلأجل أن تكوني على علمٍ وثقافة تُمَكِّنانكِ مِن نقاش والديكِ، وإقناعهما بأهمية العلاج داخل العيادات؛ فالمدمنُ مريضٌ، والمرضى محلهم المشافي؛ لأجل ذلك نوجههم دائمًا إلى المستشفيات، لا إلى السجون والمعتقلات! هذه نقطةٌ غاية في الأهمية، يجب أن تقومي بإيصالها إلى والديكِ، ولعل الرأي المقيم على التستر عند ذلك أن يتحوَّل. اسأليهما: أيهما أحب إليهما؟ رؤية أخيكِ يتعافَى في المشفى؟ أم يتلوَّى في غرفته؟! أمَا والله لو رأوا المدمنين يتعافون في المشافي ما سكتوا كل هذا الوقت وتستَّروا عليه؛ خشية الخِزي وكلام الناس، وذكريهما بأهمية الدعاء الصادق له بالهداية والشفاء والعافية من هذا الابتلاء، وعسى ربكم أن يرحمكم، ويهدي ويشفي حبيبكم، ويجعل ثواب عافيته في ميزان حسناتكِ ثواب مَن أحيا الناس جميعًا.

driss qarqouri

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق