القيم البانية

أهميّة القيم

المُشكِلَةِ الحقيقيّة التي تَكمُنُ فِي حياتنا هي أنّ هُناكَ أشخاصٌ يَرفُضونَ أن يكونُوا مُختلفينَ عَنِ الآخرين، لأنّ هذا الأمر هُوَ ما يُمَيّز شخصاً عَن آخر مِن خِلالِ المَبادئ والقيم التي يرى أنّها مناسبة لنفسهِ وليسَ لإرضاءِ الآخرين والتمثيلِ وكسبِ رضاهِم، وليسَ مِنَ العيب أن تكون لَكَ قيم تخصك لوحدِك اكتسبتها من خلال حياتك وتجاربكَ وشخصيّتك، وليسَ مِن خِلال تجارب الآخرين وحياتهم وشخصياتهم، فحياتك هِيَ مملكتكَ أنتَ وحدك، وبالتالي فمن المهم وضع ما تراهُ مناسِباً مِنَ القيم التي تجدها تكوّن نفسك وتفرض شخصيّتك على الآخرين، وترى في هذه القيم راحَتُك، بحث تجعل منك شخص له مكانة في البيئة التي يعيش فيها وشخص قادر على التعامل مع المشاكل اليومية وقادر على تجاوزها بشكل صحيح. لذلِكَ هُناكَ أهَميّةٌ للقِيَم فِي مُجتَمعاتِنا وَهِيَ :

      * مؤشّر على النضج وفهمِ الحياة : هناكَ دراساتٌ كثيرة تُشيرُ إلى أنّ البلاد التي تسودُ فِيها القِيَم تَكونَ أكثرَ نُضجَاً وفهماً للحياة بالإضافةِ إلى أنّها مجتمعات مبدِعَة فِي حياتها أوصلتها إلى نجاحٍ عَظيم.  وكمثال على ذلك فتاريخنا نحن كمسلمين دليل على أنّنا كنّا على قِمَمِ الأمم ولكن لماذا ؟ لأنّ القِيَم الإسلاميّة التي كانت مُطبّقة بالشّكلِ الصحيح وإعمارِ الأرض ونشرِ الإسلام والقيم الربانيّة التي لا خلافَ فِيها هِيَ ما جَعَلَتنا قَديماً على عرشِ الأمم، فالقيم هِيَ التي تَبني الأمّة أو تهدِمها.

       * تكسبك أهميّة: خَلقنا اللهُ تعالى مِن طين نشعر، نرغب، نَكرَه، نتعلّق، نتعلّم … إلخ، فَكُل هذِهِ الأمور يَجِب أن تُسيّر لتجسيدِ الشخصيّة وَتُحدّد طينتكَ والقيم التي تعيشُ عليها والتي تريدُ أن تموتَ عليها، فَعَلى سبيلِ المثال الشّخص الذي يَتَمَسّك بمَبدأ أنّهُ يُريدُ أن يَعيشَ حَياةً شَريفة لا يأكُل أموالَ الآخَرين بالباطِل ولا يَسرِق ولا يَخونُ الأمانة؛ فهذِهِ القيمَةِ ستجعل منه شخصا صادقا وأمينا وذو كرامة وهمة، فَمَن يَعيشُ بلا مَبدأ وبلا قِيَم سَيموتُ بلا كرامة لا محالَة، وتميّزكَ عن الآخرين هو ما سيجعلكَ مختلفاً ذا شخصيّة مَنفَرِدَة ينجذب إليها الآخرين، فلا تعش كما يريدك الآخرون أن تعيش، وكما تريدُ لكَ الحياة، بل عِشهَا كَما تُريدُ أنت وسَتَكُونُ راضياً.

      * تحديدُ مَا يَنبَغِي فِعلهُ فِي هذِهِ الحياة : مِنَ المَعروفِ أنّ الله تعالى خَلَقَنا فِي هذِهِ الحياة وفيها التّعب لا راحةَ للإنسان فِيها ولم يخلقنا الله تعالى فِي الجنّة، ثق تماماً أنّ الجميعُ في هذه الحياة يُحارِب مِن أجلِ قيمهِ التي يعيشُ عليها فلا تتخلّى عنها، وعلى سبيلِ المثال شَخصٌ مُتَمَسّك بمبدأ أن يعيشَ حرّاً فَكَم مِنَ المَعارِك التي سيخُوضُها فِي حياته من أجلِ أن لا يترك هذا المبدأ، فالحياةِ مَعرَكَة إمّا أن تَعِش لتحقيقِ قِيَمِك ومبادِئِك أو تَموتُ بلا كرامَة فالقرارُ بيدك.

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق