صناعة الارهاب

مفهوم الارهاب

الإرهاب ظاهرة عالمية، قديمة، حديثة، لا دين له، ولا وطن وقد تتغير أشكاله وأساليبه بتغير الزمان والمكان، ولكنه يظل -دائماً- مرتبطاً بالإنسان أيا ما كان، وأيا ما كانت عقيدته أو ملته أو الفكر المنبثق عنه . ومن الخطأ نسبته إلى دين دون آخر، أو إلى جنس أو عرق بشري دون آخر، أو دولة دون أخرى. 

وحتى يكون تعريف الارهاب علمياً لا بدّ من أن يعتمد على أسس موضوعية وهي:

  • إن معنى الإرهاب هو إيجاد الخوف والفزع والرعب والاضطراب لدى الآخرين، وهو المعنى اللغوي والقرآني للمصطلح.
  • أن يقع الخوف والفزع والرعب والاضطراب على بريء لم يرتكب جرماً يستوجب إيقاع فعل مادي أو نفسي يثير عنده الحالات الآنف ذكرها، باعتبار أن الإرهاب أمراً مذموماً.
  • تحديد نوع القائمين بالإرهاب ومع أن الناس يتكلمون أحيانا عن إرهاب الدولة إلا أن هنالك شبه إجماع على أن المقصود بالإرهاب في المعنى الاصطلاحي هو ما تقوم به منظمات وجماعات لا حكومات.
  • تحديد الغرض منه وهو كونه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية أو دينية أو اقتصادية…

مفهوم الارهاب:

الإرهاب لغة:

  • – رهب رَهِبَ خاف ، واسْتَرْهَبَهُ أخافه12920914_10208046173206693_1451770590_nقال ابن منظور رهب : رَهِبَ ، بالكسر ، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْبا ، بالضم ، ورَهَبَا ، بالتحريك ، أَي خافَ . ورَهِبَ الشيءَ رَهْبا ورَهَبا ورَهْبةً: خافَه
  • – ويعرف الإرهاب في اللغة الإنجليزية بـ(Terrorism)  وتكاد تجمع كافة المعاجم الأجنبية على أن مصدر كلمة الإرهابTerrorism  في اللغة الإنجليزية هو الفعل اللاتيني Ters الذي استمدت من كلمة Terro أي الرعب.

الإرهاب اصطلاحا:

نقلا عن معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية الذي يعرف الإرهاب على أنه: “بث الرعب الذي يثير الرعب في الجسم والعقل، أي الطريقة التي تحاول بها جماعة منظمة أو حزب أن يحقق أهدافه عن طريق استخدام العنف”.

أما التعريف القانون الدولي فيقول إن الإرهاب: جملة من الأفعال التي حرمتها القوانين الوطنية لمعظم الدول

أما بالنسبة للأمم المتحدة فهي تعطي للإرهاب التعريف التالي: هي الأعمال التي تعرض للخطر أرواحاً بشرية بريئة أو تهدد الحريات الأساسية أو تنتهك كرامة الإنسان.

فهو التعريف الذي يتبناه مكتب التحقيقات الفيدراليّ الأمريكيّ FBI، وهذا نصُّه: ” الإرهاب عبارة عن الاستخدام غير القانوني للقوة أو العنف ضدَّ الأفراد والممتلكات لإجبار أو إرغام حكومة أو مجتمع مدنيٍّ لتحقيق أهدافٍ سياسيَّة أو اجتماعيَّة “

وقد تبنت كل الاتفاقيات العربية في تعريف ظاهرة الإرهاب الصادر عن مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب والذي يعرف الارهاب على أنه “كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به، أياً كانت دوافعه أو أغراضه، يقع تنفيذه لمشروع إجرامي فردي أو جماعي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم وأمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة والخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.

التعريف الذي انتهى إليه عددٌ من أهل العلم في مجمع البحوث الإسلاميَّة بالقاهرة هذا نصُّه: “الإرهاب هو ترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانيَّة بغيًا وإفسادًا في الأرض “

تعريف المجمع الفقهي الإسلامي بجدة في المملكة العربية السعودية جاء فيه: (هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان في دينه، أو دمه أو عرضه أو عقله، أو ماله، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد، والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، ومن صنوفه: إلحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة

أما لجنة الخبراء العرب فقد اجتمعت لوضع تصور عربي أولي عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولي والتمييز بينه وبين نضال الشعوب من أجل التحرر، ووضعت تعريفًا شاملاً وواضحًا، حيث ينص على أن الإرهاب “هو فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب فزعًا أو رعبًا من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها مما يخلق حالة من الرعب والفوضى والاضطراب”.

وبهذا يتبين أن جل التعريفات رغم تنوع مصادرها وخلفياتها فهي تجمع على أن العمل الارهابي فعلاً يصدر من معتد على بريء يحدث له الخوف والرعب والفزع، سواء عن طريق تنفيذ أعمال العنف كالقتل والتخريب أو التهديد، ولأي سبب كان، سياسياً أو مالياً أو دينياً أو جنسياً، أو عدواناً شخصياً لأسباب نفسية واجتماعية… وهذا الإرهاب قد يصدرعن سلطة ظالمة، أو يصدر عن جماعة أو فرد، كما أنه فعل موصوف معرّف ومحدد، لذا فكل فعل ينطبق عليه هذا الوصف والتعريف فهو إرهاب، بغض النظر عن القائم به، فرداً كان أو دولة أو جماعة.

وقد وردت فعل “رهب” في القرآن الكريم، في مجموعة من السور القرآنية، وفيما يلي الآيات والمواقع التي ذكرت فيها:

“وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون” [الأعراف:154]

“وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيّايّ فارهبون” [البقرة:40]

“إنما هو إله واحد فإيّايّ فارهبون” [النحل: 51]

“ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم” [الأنفال:60]

“واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم” [الأعراف:116] ،

“واضمم إليك جناحك من الرهب” [القصص:32] ،

 “لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من الله” [الحشر: 13] ،

“إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبًا” [الأنبياء: 90]

Yassine SOUIDI

أضف تعليق

انقر هنا لإضافة تعليق